مقهى الشابندر... وجه بغداد الآخر

تاريخ الإضافة الإثنين 16 نيسان 2018 - 12:41 م    عدد الزيارات 1999    التعليقات 0    القسم ثقافة وفن، منوعات

        




مقهى الشابندر أحد أقدم المقاهي العراقية في بغداد، تجاوز عمره المائة عام وما زال محافظاً على جدرانه وكراسيه. يعبق برائحة الشاي العراقي وبروّاده من طبقة المثقفين والقراء والموظفين وأعيان ووجهاء بغداد.

 

يقع المقهى بالقرب من نهر دجلة، بجوار مبنى القشلة التاريخي بداية شارع المتنبي. ويقول عنه صاحبه محمد الخشالي (80 عاما)، "إن المقهى بات مركزاً ثقافياً واجتماعياً. وكل ما تريد معرفته عن بغداد وأهلها تجده هنا".

 

ويضيف "لم يثنِ الإرهاب عزيمتي في إبقاء المقهى عامراً، على الرغم من فقدي خمسة من أبنائي في التفجير الإرهابي الذي طاول المكان عام 2007، وصارعت لكي لا تؤثر الحادثة الإرهابية عليّ أو على المقهى".

 

ويعرّف محمد حسن الجابري (79 عاماً)، مقهى الشابندر، بقوله: "الشاه بندر كلمة تركية وتعني ملوك السوق أو كبار التجار. وأنشأت تلك العائلة البغدادية العريقة مطبعة الشاهبندر عام 1914، التي استمرت حتى مطلع ثلاثينيات القرن الماضي، ثم تحوّل المشروع إلى مقهى لا يزال مستمراً إلى يومنا هذا، ويرتاده كثير من موظفي ومسؤولي الدولة العراقية، لقربه من مركز إدارة الدولة آنذاك".

 

ويقول الإعلامي نجم الربيعي، إن "الشابندر كموقع جغرافي وتاريخي وحضاري، يحمل أكثر من دلالة، فهو مثابة (مرجع) عراقية بقيت ماثلة طوال سنوات الإرهاب والموت وسنوات الجوع والخوف. واستمر الشاهبندر ملتقى للأدباء والمثقفين. هنا تلاقحت الأفكار، وهنا كتبت قصائد كثيرة في العشق وحب الوطن وفي التربية وبناء المجتمع".

 

ويضيف "الشابندر ملتقى وطني أكثر من كونه مقهى، يعني تجديد الحب والولاء والبيعة للعراق، لأنه علامة تاريخية وثقافية مضيئة، نستذكر به التاريخ والثقافات العراقية التي مرت. نحن نتوضأ في الشاهبندر، لنبدأ يوماً جديداً من الإيمان بحب الوطن".

 

وتقول إيمان بدر: "كلما زرت شارع المتنبي لا أفوت الفرصة في احتساء الشاي أو الحامض في هذا المقهى، لأنه الأيقونة الحقيقية التي تمثل اليوم ماضي العراق الأصيل، حيث تفوح جدرانه بعبق التاريخ. هنا أجد البساطة والحياة الجميلة، وهنا نترك الهموم ونلتقي بكل الأصدقاء والأحبة".


المصدر: العربي الجديد+ INP+